ريال مدريد يضع ثيو هيرنانديز على رأس أولوياته لتعزيز مركز الظهير الأيسر في الصيف المقبل
في خطوة قد تثير الجدل وتفتح باب النقاش حول مستقبل الظهير الأيسر في ريال مدريد، كشف تقرير صحفي إسباني عن اهتمام النادي الملكي الفرنسي ثيو هيرنانديز، لاعب ميلان الإيطالي، ليكون الخيار الرئيسي لتعزيز هذا المركز في فترة الانتقالات الصيفية القادمة.
عودة إلى الماضي: ثيو هيرنانديز وريال مدريد
قبل الحديث عن الأسباب التي تجعل من هيرنانديز هدفًا مرغوبًا في مدريد، لا بد من التذكير بأن اللاعب الفرنسي قد مر بتجربة سابقة مع الميرنجي. في موسم 2017-2018، انضم ثيو إلى ريال مدريد قادمًا من أتلتيكو مدريد، لكنه لم يكن في وضع يمكنه من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية، إذ كان يبلغ من العمر 19 عامًا فقط. ورغم أن الثقة فيه كانت موجودة من جانب المدرب آنذاك زين الدين زيدان، إلا أن الظروف لم تكن مواتية لتقديم أفضل أداء له. هذه التجربة المحدودة لم تكن كافية لإظهار إمكانياته الحقيقية، ما دفعه للانتقال إلى ميلان في 2019، حيث بدأ يثبت نفسه كأحد أفضل اللاعبين في مركزه على مستوى العالم.
الظروف الحالية: ضرورة تعزيز الدفاع في ريال مدريد
بالنظر إلى الوضع الحالي في ريال مدريد، أصبح من الواضح أن النادي يعاني من بعض الثغرات في خط الدفاع، وبالأخص في مركز الظهير الأيسر. فقد شهد الفريق هذا الموسم العديد من الإصابات المتكررة في صفوف لاعبيه الدفاعيين، مما جعل الفريق يفتقر للثبات في التشكيلة الدفاعية. ولذلك، يسعى ريال مدريد للتعاقد مع ظهير أيسر ذو خبرة وكفاءة عالية، قادر على تقديم الإضافة المطلوبة في الموسم المقبل، خاصة في ظل رغبة الفريق في التنافس على كافة البطولات.
الخصائص التي تجعل ثيو هيرنانديز خيارًا مثاليًا
ثيو هيرنانديز، الآن في سن الـ27 عامًا، يملك مزيجًا من الخبرة والقدرات البدنية والفنية التي تجعله أحد أبرز الخيارات المتاحة لريال مدريد في سوق الانتقالات. من خلال تألقه مع ميلان في السنوات الأخيرة، أثبت هيرنانديز قدرته على التفوق في اللعب الدفاعي والهجومي على حد سواء، حيث يُعرف بسرعته الكبيرة في الهجوم، بالإضافة إلى قدرته على المشاركة الفعالة في بناء الهجمات من الجبهة اليسرى.
أحد أهم العوامل التي تجعل من هيرنانديز هدفًا رئيسيًا لريال مدريد هو وضعه التعاقدي مع ميلان. حيث ينتهي عقد اللاعب في 2026، ما يعني أن النادي الإيطالي قد يكون مستعدًا للتفاوض بشأن بيع اللاعب في الصيف المقبل، خصوصًا إذا كان يريد الحصول على عائد مادي جيد. كما أن قرب نهاية العقد يقلل من القيمة السوقية للاعب، مما يمنح ريال مدريد فرصة لضم اللاعب بسعر مناسب.
الاعتبارات المالية والعاطفية
من جانب آخر، تكمن أهمية الصفقة أيضًا في الطابع العاطفي الذي قد تحمله. فعودة ثيو إلى البرنابيو ستكون بمثابة فرصة “إصلاح” لمستقبل اللاعب مع النادي. على الرغم من أن تجربته السابقة لم تكن على المستوى المطلوب، إلا أن عودته إلى مدريد قد تكون فرصة لتعويض تلك الفترة السابقة، لا سيما وأنه الآن يمتلك الخبرة والقدرات اللازمة للنجاح في فريق كبير مثل ريال مدريد.
من الناحية المالية، يُعتبر هيرنانديز خيارًا جيدًا بالنسبة لريال مدريد، حيث يمكنه التعاقد مع لاعب ذو مستوى عالٍ في مركز حيوي، بينما تكون القيمة السوقية للاعب أقل من المتوقع بفضل قرب نهاية عقده مع ميلان. في ظل وضع مالي مستقر نسبيًا بالنسبة للنادي، فإن التفاوض على صفقة مع ميلان قد يكون في صالح الطرفين.
التحديات التي قد تواجه ريال مدريد
لكن رغم أن الصفقة تبدو مثالية على الورق، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه ريال مدريد في سعيه لضم ثيو هيرنانديز. أولاً، يتعين على النادي الملكي التوصل إلى اتفاق مع ميلان الذي قد يكون حريصًا على الحفاظ على أحد لاعبيه الأساسيين. ثانيًا، هناك منافسة محتملة من أندية أخرى تبحث أيضًا عن تعزيز صفوفها في نفس المركز، مما قد يؤدي إلى ارتفاع سعر اللاعب، يلا شوت.
خلاصة التحليل
في النهاية، يمكن القول إن ريال مدريد يسعى بالفعل لضم ثيو هيرنانديز في الصيف المقبل، وهو خيار منطقي ومناسب بالنظر إلى احتياجات الفريق الحالية. اللاعب الفرنسي يملك جميع المواصفات التي يبحث عنها النادي في ظهير أيسر: الخبرة، القدرة على التأثير في الهجوم والدفاع، بالإضافة إلى وضعه التعاقدي الذي قد يتيح للريال فرصة التفاوض بشكل مريح. بينما تحمل عودة ثيو إلى البرنابيو طابعًا عاطفيًا أيضًا، مما يجعل الصفقة ذات بعدٍ رمزي إلى جانب بعده الرياضي.
إجمالاً، في حال تمت الصفقة، قد يشكل هيرنانديز إضافة قوية للدفاع المدريدي، مما يعزز من فرص الفريق في المنافسة على الألقاب في الموسم المقبل.